You are currently viewing المشي في الشتاء

المشي في الشتاء

زرت ذات يوم هاشتاق #صحتك_في_الشتاء في تويتر، فوجدت فيه العديد من النصائح من قبيل. تدفأ وتلحف جيداً ونم، ومن قبيل اتخذ من الزنجبيل درعاً وغيرها من الوصايا … ولم أجد من بين المغردين من يشير إلى الحركة والنشاط البدني، فرأيت أن أسلط الضوء على خصوصية النشاط الرياضي والمشي في الشتاء. كما أردت أن أشجع في هذا المقال من بدأوا في ممارسة المشي والنشاط البدني مع تحسن الجو وقدوم فصل الشتاء، وأقدم لهم بعض النصائح التي تجعلهم يستمرون في نشاطهم، ويتأقلمون مع برد الشتاء ورياحه الباردة. كما أقدم في هذا المقال أيضاً بعض المميزات الخاصة بالمشي في الشتاء، وكيف نجعله مفيداً وممتعاً.
المشي من أبسط النشاطات التي تبغي الإنسان نشيطاً، ويسهل الانتظام عليها في معظم أيام العام. وقد ثبت علمياً أن استمرار النشاط البدني في الشتاء لا يزيد احتمالات الإصابة بنزلات البرد، بل على العكس، فالنشاط البدني يرفع مناعة الإنسان، وذلك من خلال زيادة إنتاج كريات الدم البيضاء المعنية بالمناعة ضد الفيروسات، فقد ثبت أن المشي السريع لنصف ساعة يومياً يقلل احتمال نزلات البرد بنسبة 30%، كما أنه يقلل من أعراض نزلات البرد في حال حدوثها. ومن المعلوم أن أجدادنا لم يكونوا يتجنبون النشاط والحركة خارج المنزل وقت الشتاء. ومع ذلك فينصح بعدم الانتقال المفاجئ من مكان بارد إلى مكان حار أو العكس بصورة مفاجئة.
 
خصوصية المشي في الشتاء:
– في الشتاء يحرق الإنسان سعرات أكثر بسبب الحاجة إلى حرق سعرات إضافية من أجل التدفئة.
– نحتاج المشي والنشاط البدني في الشتاء بشكل أكثر تجنباً للمشكلات النفسية التي تتزايد أعراضها في الشتاء مثل الاكتئاب. فقد ثبت للرياضة أثراً إيجابياً في الوقاية منها.
– إن القدرة على الاستمرار في النشاط البدني صيفاً وشتاءاً يجعلنا نتواءم مع الطبيعة مع تباين ظروفها.
– والمشي في الشتاء في البيئات الصحراوية أكثر متعةً حيث يمارس غالباً في جو جميل أفضل مما يتاح في الصيف الحار، كما أن هناك حاجة ماسة للتعرض لأشعة الشمس وتعويض ما يستهلك من فيتامين D.
 
وفيما يلي أهم النصائح لجعل المشي شتاء خبرة ناجحة ومفيدة:
–   تجنب التعرض المفاجئ للهواء البارد عند الخروج من البيت أو السيارة.
–  نحتاج البطء في البدء، وذلك لرفع حرارة العضلات بالتدرج لأنها تكون باردة نسبياً في الشتاء.
–  البس ملابس الشتاء على طبقات بحيث يمكن نزعها مع ارتفاع درجة حرارة الجسم أو حرارة الجو.
–  ضع في الاعتبار وجود لبس عازل يمنع مرور الماء عند الحاجة في حال نزول المطر.
–  ضع في الاعتبار لبس قفاز وغطاء للرأس والأذنين حسب الحاجة.
– ضع في الاعتبار إمكانية ممارسة الرياضة داخل المنزل واستخدام السير الكهربائي أو غيره من أجهزة الرياضة المنزلية وعدم الانقطاع عندما تسوء الأحوال الجوية.
– لا تنس شرب الماء، فحتى في الشتاء يمكن أن يكون الجو جافاً ويحتاج الجسم لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم.
– مع اقتراب فصل الشتاء يقصر الوقت المتاح بين صلاة الفجر وبين بدء وقت العمل والدراسة، فأنصح من لا يسعفهم الوقت للمشي فجراً بأن الوقت التالي في أفضلية المشي هو المشي في الساعة الأخيرة من النهار.
   ختـــامـــاً، علينا أن نفكر في الرياضة والمشي في الشتاء، وليس فقط “التكور” في المنزل بجوار إناء الزنجبيل.
أتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
 
د. صالح بن سعد الأنصاري
الأستاذ المساعد في طب الأسرة والمجتمع
المشرف العام على مركز تعزيز الصحة