تجربتي مع المشي مقتبسة من الوالد أطال الله في عمره على طاعته بالصحة والعافية. ورغم أنه في زمانه كان المشي عادة غير مألوفة، إلا أنه كان يصر على الذهاب إلى المسجد مشيا، وكان مهتما بالاطلاع وقراءة ما يكتب عن فوائد المشي العظيمة وعمره الآن ما شاء الله 90 عاما.
أذكر في ذلك الزمن الجميل كنا نذهب إلى البر (طريق خريص حاليا) كل جمعة بعد الصلاة للمشي، وكانت أكبر سعادتي في المشي مع العائلة إلى البر، حيث كنا نقضي وقتنا هناك حتى صلاة المغرب، و كانت مكافأتنا هي التمر والقهوة وتبادل الأحاديث الجميلة.
كانت هناك علاقه بين حبي للرياضة ممارسة وليس مشاهدة فقط من خلال لعب كره القدم في الأحياء، حيث لم نعرف الملاعب وقتها إلا في المدارس وفي حصص محدودة.
في الحياة الجامعية، تطورت الرياضة في حياتي والحياة العملية حيث شاركت في عدة نشاطات رياضية منها السكواتش والسلة والسباحة.
وكما يحدث مرارا. وفي حياتي العملية، وفي زحمة الانشغال بالاعمال والجلوس الطريل في المكاتب والتمادي في الاطعمة غير الصحية الجديدة على بيئتنا، زاد وزني عن معدله الطبيعي. وبعد محاولات عديده للالتزام بالمشي والبعد عن الاطعمة المسببة لزيادة الوزن باءت بالفشل لضعف الارادة وضعف جهود التوعية وانعدام مجموعات ملهمة للاستمرارية في المشي والتوازن في التغذية.
وبعد تجارب عديده ونصائح من جميع الأطباء فإن أفضل رياضة يوصى بها لمتقاعد مثلي وبلا منازع هي المشي والسباحة، وذلك لفوائدها العديدة وقلة مخاطرها وخصوصا المشي الذي لا تحتاج فيه إلى اشتراك في نادي، مع أني مازلت مشتركا في نادي الشركة حتى بعد تقاعدي من العمل.
عندما جربت المشي بعد صلاة الفجر كانت التجربة متعة وسعادة عجيبة. وعرفت كذلك من بعض الذين يمشون في هذا الوقت ما يشعرون به من سعادة، فالمسألة لدي في السابق مجرد صندوق أعذار وكسل، وخصوصا في الخمس دقائق الأولى في اتخاذ القرار بالمشي.
وبعد تجارب عديده في رياضة الهايكنج الراقية مع الدكتور الفاضل صالح الأنصاري والذي تعرفت من خلالها على المهندس النشيط حسان الفلو، ومع وسائل التواصل الاجتماعي بدأت المشاركة الفعالة مع #مشاة_الرياض التي تتلخص فكرتها في #المشي _فجرا مع مجموعه مشجعة ومحفزة تهتم بالتوعية والتغذية الصحية.
هناك حوافز كثيره ساعدتني للتغلب على الكسل وعدم التوازن في التغذية والاستسلام لصندوق الأعذار. منها بوادر الإصابة بالسمنة وزيادة الدهون في الدم. ووجود مجموعة محفزة تشجع على التفكير الصحي في المشي والتوازن في التغذية وكان لصحبتهم الأثر الكبير في نفسي وحب المشاركة معهم في الأنشطة الصحية.
أرجو الله لهذه المجموعة توالي النجاحات والاستمرارية في التوعية بما يشجع على إغلاق #صندوق_ الأعذار ودمتم سالمين في حياة صحية سعيدة مليئة بالنشاط.
وأخيرا أقول: المشي ثم المشي ثم المشي
أخوكم.
ناصر حمدان البلوي
أشرف على التحرير
د. صالح سعد الأنصاري