You are currently viewing ضعف الوعي الصحي عائق رئيسي في الوقاية والعلاج من أمراض القلب

ضعف الوعي الصحي عائق رئيسي في الوقاية والعلاج من أمراض القلب

جمعية القلب الامريكية، التقرير العلمي
 
دالاس، 4 يونيو 2018 :
و فقاً للتقرير العلمي الذي نشر في المجلة المتداولة لجمعية القلب الامريكية: يعد الوعي الصحي المحدود عائقا أساسياً يعيق العديد من الأشخاص عن المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية أو الاستفادة من العلاج الفعال للأزمات والسكتات القلبية والجلطات والعديد من الأمراض الاخرى التي تصيب القلب والأوعية الدموية.
 
كما أن الإلمام بالأمور الصحية لا يعني أن تكون قادراً على القراءة فقط، بل أن تملك أيضا مهارات اخرى، كأن يكون لديك القدرة على طرح الاسئلة المتعلقة بصحتك، وفهم الملفات التي تحتوي على المصطلحات الطبية، والقيام بالعملية الحسابية الأساسية لاخذ الدواء بشكل صحيح والمفاوضة مع مقدمي الرعاية الصحية وشركات التأمين. وعدم القدرة على القيام بهذه الأمور قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.
 
يعرض التقرير نبذة بسيطة عن القضايا التي يواجهها محدودو الوعي الصحي، مستنداً إلى استعراض الدراسات التى أجريت بشأن هذا الموضوع وسبق نشرها بين عامي 2004 و 2016, وخلص التقرير إلى التالي:
– أكثر من نصف سكان العالم لديهم وعي صحي منخفض، مما يجعلهم لا يعرفون أن قياس ضغط الدم من 160/100 مليمتر زئبق غير طبيعي. ومحدودو الوعي الصحي يصبح التحكم في ضغط الدم عندهم أقل بـ  1,8 إلى 2,8 مرة

– ذوو الوعي الصحي المنخفض اكثر اعتمادا على النيكوتين. وعددنا يتبعون برنامج اللتوقف عن التدخين غالباً ما يكونون اكثر عرضة للانتكاسة بمعدل ٣ مرات.
– المصابون بداء السكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفاته عندما يكون الوعي الصحي منخفضا لديهم ، وأحد هذه المضاعفات التي قد يتعرضون لها اعتلال الشبكية. كما انهم اقل استعمالاً للإنترنت الدخول لبوابة المريض (تقنية تستخدم بشكل متزايد في التواصل مع المرضى وإدارة الامراض) بمعدل ١.٧مرة.

– انخفاض الوعي الصحي لدى الوالدين يضاعف احتمالية عدم إدراكهم لزيادة وزن طفلهم  ويعتقدون أن وزنه طبيعي.
 
وقال ماغناني جاري ، دكتوراه في الطب، ورئيس مجموعة الكتابة للتقرير العلمي ، وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا : “هناك عدة فرص قد يفشل فيها مقدمو الرعاية الصحية عندما يقدمون بالتواصل مع المرضى، والذين يقدمون العلاج للمرضى المصابين بأمراض القلب والتعامل مع عوامل خطر الأصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية المنتشرة على نطاق واسع. “هناك العديد من المرضى يجدون صعوبة في فهم الأوراق المكتوبة التي يتلقونها كجزء من الرعاية الصحية أو قد لا يمتلكون المهارات العددية لفهم المعلومات الكمية كما قد تستخدم الرعاية الطبية كمية كبيرة من المصطلحات المتخصصة ، والتي يطلق عليها البعض مصطلح “رطانة”.
 
” وقد لا يفهم المريض ذا الوعي الصحي المحدود أن اختبار الجهد الذي وصف بأنه “إيجابي” ليس بنتيجة جيدة. واكمل قائلاً ” او ان نطلب من المرضى تجنب الصوديوم ، في حين أنهم قد لا يعرفون كيفية تحديد كمية الصوديوم المسموح بها او تحديدها كمياً أو حتى كيفية تفسير ملصقات التغذية”.
 
وفي الوقت الحالي ، فإن 12 في المائة فقط من الأمريكيين يتمتعون بمهارات الوعي الصحي ويتبعون نظام الرعاية الصحية بطريقة صحيحة، وحسبما وجدت اللجنة فأن من المرجح أن تزداد الصعوبات المرتبطة بعدم كفاية الثقافة الصحية.

 ويشير التقرير ايضاً إلى أن محدودية الوعي الصحي شائعاً بين الأقليات العرقية والإثنية وكبار السن والأشخاص ذوي المهارات المحدودة في اللغة الإنجليزية وأصحاب المستوى التعليمي المنخفض واقتصادهم مستقر. وأكد كاتبو التقرير أن حتى الأشخاص الذين لديهم تعليم عالي قد يكون لديهم وعي صحي ضعيف أو محدود اذا لم يكونوا على دراية بمصطلحات الصحة وواجهوا حالات تتجاوز خبرتهم المعتادة.
 
شهد العقد الأخير تطورات تكنولوجية ودوائية في مجال الرعاية الصحية، وأجهزة القلب، والمبادرات الصحية المتنقلة إلى جانب التركيز المتزايد على صنع القرار المشترك والنتائج التي يبلغ به المريض. وقال ماغناني: “إذا لم نتطرق إلى التوعية الصحية، فإن هذه التطورات لن تفيد الكثير من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.
 
يدافع كاتبو التقرير عن استخدام مجموعة الأدوات الاحتياطية العالمية، التي أنشأتها الوكالة الفيدرالية للبحوث الصحية والجودة.
فقد قال ماغاني : “تقوم مجموعة الأدوات بتذكيرنا بأن الوعي الصحي ليس مشكلة المريض بل هي نتيجة تعقيدات أنظمة الرعاية الصحية. وتدعو مهنيي الرعاية الصحية إلى إجراء تغييرات من شأنها تحسين الوصول إلى الرعاية لجميع المرضى “.
 
تتضمن بعض استراتيجيات التقرير الموصى بها لمقدمي الرعاية الصحية الاهتمام بالأدوات التالية:
– تجنب المصطلحات المعقدة ودمج الصور كأدوات تعليمية
– إنشاء نماذج مفهومة وموافقات وكتيبات مبسطة
– تحسين مستوى متابعة المريض وتسهيل الوصول إليه هاتفياً
– الطلب من المرضى ان يحضروا جميع الأدوية التي يتناولونها حتى يستطيع مقدم الرعاية الصحية تقيم الادوية من حيث سلامتها والتزامهم بها
– مراعاة ثقافة المريض وعاداته ومعتقداته في رعايته
– ربط المرضى بالمختصين وإدارة الحالات وموارد المجتمع المتاحة ليحصلوا على الدعم اللازم
 
وختم ماغاني قائلاً: “نحن نوظف رعاية متخصصة لمرضانا ونتوقع منهم فهم أسباب توظيفنا لهذه الرعاية وإجراء تغييرات في نمط حياتهم وتناول أدويتهم بشكل يومي. والعديد من هذه الاجراءات حيوية جدا لهم، فنحن مدينون لمرضانا بضمان فهمهم الكامل لظروفهم وعلاجاتهم”.
 
ترجمة: وريف الغازي

تحت إشراف : مركز تعزيز الصحة

د.صالح الأنصاري

 
رابط المقال بالانجليزية:

http://m.newsroom.heart.org/news/limited-health-literacy-is-a-major-barrier-to-heart-disease-prevention-and-treatment